Main menu

Pages

التعاون الصيني الأفريقي

العلاقات الصينية الأفريقية


4ـ  التعاون الصيني الأفريقي
في عام 2000 أسست الصين منتدى التعاون الصيني الأفريقي، والذي يعد أكبر تجمع رسمي منذ مؤتمر باندونج عام 1955. ويعد هذا المنتدى وفقا للرؤية الصينية منبرا جديدا للحوار الجماعي والتعاون بين الصين والدول الأفريقية، كما أنه آلية فعالة لدفع جهود التعاون بين الجنوب ـ الجنوب. ويقوم هذا المنتدى على ركيزتين هما ( ): التعاون العملي، أي الاهتمام بتحقيق نتائج فعلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة.

وقد حضر المؤتمر التأسيسي للمنتدى الذي عقد في بكين 44 دولة أفريقية مثلها 79 وزيرا للخارجية والتعاون الدولي. بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمنظمات غير الحكومية. وناقش المنتدى قضايا تعاون دول الجنوب، والحوار بين الشمال والجنوب، وتخفيف أعباء الديون، والتعاون الاقتصادي مع أفريقيا.
وقد صدر عن مؤتمر بكين الأول للتعاون الاقتصادي الصيني الأفريقي وثيقتان مهمتان، أولهما إعلان بكين، والثانية برنامج التعاون الصيني الأفريقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد برز واضحا ولاسيما في الوثيقة الأخيرة اهتمام الصين بالتعاون الاقتصادي والاستثمار في أفريقيا، بالإضافة إلى طرح قضايا مثل تخفيف الديون وإلغائها، التعاون الزراعي، والطاقة والموارد الطبيعية، والتعليم والمساعدات الفنية( ).
وفي عام 2003 عقد المؤتمر الثاني للمنتدى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد أعلنت الصين أن مساعداتها الخارجية واستثماراتها لا تخضع لأجندة سياسية أو مشروطية معينة. كما أعلنت الصين كذلك عن تخفيف الديون عن الدول الأفريقية بقيمة 1.27 مليار دولار. وقد صدر عن المؤتمر خطة عمل أديس أبابا (2004 ـ2006)، حيث حددت تلك الخطة أطرا للتعاون الصيني الأفريقي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال تلك الفترة ( ).
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة الصينية أصدرت في يناير 2006 وثيقة مهمة حول سياستها الأفريقية، وذلك بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس علاقاتها الدبلوماسية مع القارة. وقد أكدت تلك الوثيقة في جزئها الثالث وهو بعنوان: سياسة الصين تجاه أفريقيا، على أهمية أن تقيم الصين وتطور نمطاً جديداً من الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية قائماً على المساواة والثقة المتبادلة سياسياً، وتعاون الربح المشترك اقتصادياً، والتبادل والاستفادة المتبادلة ثقافياً. وقد حددت الوثيقة المبادئ والأهداف العامة للسياسة الصينية تجاه أفريقيا علي النحو التالي ( ):
ـ الإخلاص والصداقة والمساواة، حيث أعلنت الصين تمسكها بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي واحترام خيار الدول الأفريقية المستقل لطريق التنمية الملائم لها، وتدعيم تضامن الدول الأفريقية لتحقيق قوتها الذاتية.
ـ المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك من خلال التأييد والدعم الصيني للدول الأفريقية في مجال التنمية الاقتصادية، وإقامة تعاون متنوع الأشكال في مجالات الاقتصاد والتجارة والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى دفع التنمية المشتركة.
- التأييد المتبادل والتنسيق داخل المنظمات المتعددة الأطراف بما فيها الأمم المتحدة لتأييد كل منهما للمطالب العادلة للآخر ودعواته المعقولة ومناشدة المجتمع الدولي للاهتمام بالسلام والتنمية في أفريقيا.
- التعلم المشترك، والسعي إلى تحقيق التنمية المشتركة من خلال الاستفادة من بعضهما البعض في خبرات الإدارة والتنمية، وتعزيز التبادل والتعاون في مجالات العلوم والتعليم والثقافة والصحة، ودعم الصين للدول الأفريقية في بناء قدراتها، والعمل على استكشاف طرق التنمية المستدامة. إن مبدأ صين واحدة هو الأساس السياسي للصين في إقامة وتطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية. وتقدر الحكومة الصينية التزام معظم الدول الأفريقية بمبدأ صين واحدة وعدم تطوير علاقات رسمية وزيارات رسمية مع تايوان، ودعم قضية توحيد الصين. كما ترغب الصين في إقامة وتطوير علاقات رسمية مع الدول التي لم تُقم علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس مبدأ صين واحدة.
كما أكد الجزء الخامس من الوثيقة أهمية منتدى التعاون الصيني الأفريقي والوثائق والإجراءات المرتبطة به، و ضرورة مواصلة الصين طرح إجراءات جديدة في إطار المنتدى لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الفعلي بصورة شاملة، بهدف استكمال أنظمة المنتدى باستمرار وإيجاد أفضل الطرق والوسائل لتعزيز التعاون بين المنتدى وخطة الشراكة الجديدة للتنمية في أفريقيا نيباد.
وفي الرابع من نوفمبر 2006 عقدت قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي ببكين، بحضور 48 دولة أفريقية، حيث أكد المؤتمر نفس المبادئ السابقة التي قام علي أساسها المنتدى والمتمثلة في المساواة والمنفعة المتبادلة وتوسيع التعاون الاقتصادي متكافئ المنفعة. بيد أن الصين أعلنت في هذا المؤتمر عن خطة من ثماني نقاط لتنفيذ الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا ( )، فيما يلي ملخصها:
ـ مضاعفة مساعدات 2006 بحلول عام 2009.
ـ منح قروض تفضيلية قيمتها 3 مليارات دولار أمريكي واعتمادات تفضيلية للمشترين قيمتها 2 مليار دولار لأفريقيا في السنوات الثلاث القادمة.
ـ إقامة صندوق تنمية صيني أفريقي تصل قيمته إلى 5 مليارات دولار لتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في أفريقيا وتقديم الدعم لها.
ـ بناء مركز مؤتمرات للاتحاد الأفريقي.
ـ إلغاء الديون في شكل جميع القروض الحكومية المعفاة من الفوائد التي حان وقت تسديدها في نهاية عام 2005 والمدينة بها الدول الفقيرة المثقلة بالديون والدول الأقل تقدما في أفريقيا والتي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
ـ تعزيز فتح السوق الصيني أمام أفريقيا بزيادة عدد بنود الصادرات إلى الصين التي تحصل على إعفاءات جمركية كاملة والقادمة من الدول الأقل نموا والتي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين وذلك من 190 إلى 440 بندا.
ـ إقامة ما بين ثلاث وخمس مناطق تعاون تجاري واقتصادي في أفريقيا خلال السنوات الثلاث القادمة.
ـ القيام خلال السنوات الثلاث القادمة بتدريب 15 ألف مهني أفريقي وإرسال 100 خبير زراعي كبير إلى أفريقيا، وإقامة عشرة مراكز لعرض التكنولوجيا الزراعية في أفريقيا وبناء 30 مستشفى، وبناء 30 مركزا لعلاج الملاريا، وبناء 100 مدرسة ريفية، وزيادة عدد منح الحكومة الصينية للطلبة الأفارقة إلى 4000 طالب سنويا بدلا من 2000 طالب، وذلك بحلول عام 2009.
وينظر كثير من المحللين إلى إعلان قمة بكين علي أنه تأسيس لـ نوع جديد من الشراكة الاستراتيجية بين الصين وأفريقيا يتسم بالمساواة السياسية والثقة المتبادلة والمنفعة الاقتصادية والتبادل الثقافي . كما أكد الاعلان علي ضرورة ألا يتجاهل العالم صوت أفريقيا، وأن الصين سوف تواصل دعمها للبلدان الأفريقية لحماية مصالحها المشروعة وتشجيع المجتمع الدولي على إيلاء المزيد من الاهتمام والاستثمار أكثر فى أفريقيا.
وقد تعهد الزعماء في الإعلان بما يلي :
ـ زيادة الزيارات رفيعة المستوى وإجراء حوار إستراتيجي وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة.
ـ تعميق وتوسيع المنفعة المتبادلة والتعاون بصورة تعطي أولوية قصوى للتعاون فى مجالات الزراعة والبنية التحتية والصناعة والصيد وتكنولوجيا المعلومات والصحة العامة وتدريب الافراد على الاستفادة من نقاط القوة لدى كل من الطرفين.
ـ زيادة تبادل الآراء حول تطوير الإدارة والتعلم.
ـ زيادة الحوار بين الثقافات وتشجيع تبادل الأفراد، مع التركيز على قطاع الشباب.
ـ تعزيز التعاون الدولى.
ـ تعزيز منتدى التعاون بين الصين وافريقيا.
وقد أقرت قمة بكين خطة عمل للفترة من 2007 إلى 2009، وتشمل العلاقات السياسية، والتعاون الاقتصادي الدولي، والشئون الاجتماعية. ففي مجال العلاقات السياسية اتفق الزعماء الأفارقة على مواصلة الزيارات الرفيعة المستوى وإقامة
آلية للحوار السياسي المنتظم بين وزراء الخارجية. كما اتفق على توسيع التعاون في الأمم المتحدة،و منظمة التجارة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية .
واتفق الجانبان في خطة العمل تلك على تعزيز التبادل والتشاور بين الهيئات القضائية والشرطة وغيرها من أجهزة اقرار وتطبيق القوانين، وتحسين قدرتها على منع ومكافحة الجرائم، فضلا عن تعزيز التعاون فى مجال المساعدة القانونية، وتسليم المجرمين المشتبه فيهم،والعمل على حل قضية الهجرة غير المشروعة عن طريق التشاور .
وتعهدت الحكومة الصينية بتعزيز تعاونها مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات دون الإقليمية والمؤسسات الأفريقية، ودعم الدور الريادى للاتحاد الأفريقي في حل القضايا الأفريقية، كما أنها تشارك بنشاط في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أفريقيا.




reactions

Commentaires

table of contents title